الوحدة العربية الحلم المستحيل
عندما كنا صغارا درسنا في الجغرافيا بأن الوطن العربي يتوافر على كل المقومات من موقع جغرافي متميز وثروات طبيعية هائلة إلى اللغة والدين الواحد والتاريخ المشترك والمصير الواحد لكي يكون واحدا وموحدا، إلا أن ذلك كان مجرد تفكير بالعقل وتشوق بالقلب أما الإرادة التي تترجم هذا التفكير وهذا الشوق إلى حقيقة فكانت غائبة وكان المنطق الوحيد للحلم الوحدوي هو القومية العربية أي أن هذه الشعوب عربية تستطيع أن تتوحد تحت لابوس العروبة.
ولكن بمرور الأيام والسنوات أصبح الحلم بالوحدة مستحيل التحقيق، ويرجع في ذلك غلى أسباب تاريخية، وأسباب تتعلق بمنطق الوحدة نفسه
الأسباب التاريخية تتمثل في ماضي العرب حيث كان العرب عبارة عن قبائل وأقوام متناحرة ومتقاتلة لأبسط الأمور وأتفه الاشياء، ويستمر هذا القتال لسنوات طويلة ولم يرقى تفكيرهم إلى التوحيد لمواجهة الخطر المحدق بهم مع وجود نماذج يحتذى بها واستمر هذا الوضع إلى أن جاء الإسلام الذي وحدهم من جهة أخرى فإن الدول العربية كانت تحت الإستعمار وعندما اخرجته ونالت استقلالها كان هذا الاستقلال ناقصا أو مصادرا حيث بقيت رواسب التبعية للإستعمار.
قيام الإستعمار بتجزئة الدول العربية وترسيم حدود جديدة لكي تبقى بؤر يستغلها الأعداء في إشعال نار الأزمات وتبقى كعوامل للتفرقة (فرق تسد) ونرى أيضا من استولى على الحكم في هذه الأقطار يعمل بوحي الأعداء ويسير على هواهم وذلك حرصا منه على الكرسي الذي جاء إليه عن طريق الدبابة أو عن بتزكية الغرب ليخدم مصالح اسياده وهناك نقطة مهمة أخرى وهي أن الحكام العرب لهم حساسية مفرطة اتجاه بعضهم فنرى رئيس دولة ولا يتكلم مع آخر ونرى زعيم يناصب العداء لملك كذلك من الاسباب ظهور بعض القوميات بتقرير مصيرها