عمرة القضاء
عمرة القَصَاص – عمرة القَضِيَّة
(ذي القعدة 7 هـ )
(لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح : 27 ).
بعد مرور عام على صلح الحديبية، و وفق بنوده، تجهَّز مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ألفا مسلم لعمرة القضاء، فخرج قسم من قريش من مكة إلى رؤوس الجبال وخلُّوا مكة وقالوا:
لا ننظر إليه ولا إلى أصحابه، وأشاعت قريش: إنَّه يقدم عليكم وفد وهنتهم حُمَّى يثرب، فأمر -صلى الله عليه وسلم- بالاضطباع، فكشف المسلمون عن مناكبهم، وقال –صلى الله عليه وسلم-: ((رحم الله امرءاً أَراهم اليوم من نفسه قوَّة)).
ودخل المسلمون مكة المكرمة في قمة العزة، فهذه العمرة بعد طرد وهجرة وملاحقة، وبعد قتال وحروب في بدر وأحد الخندق.. وبعد نصر خيبر.
وبقي –صلى الله عليه وسلم – في مكة ثلاثة أيًّام وفق صلح الحديبية.
وهز مشهد المسلمين المهيب نفس سيدة من أكرم سيدات مكًّة، فهفا قلبها إلى محمد رسول الله، تلك هي ميمونة بنت الحارث الهلالية، كانت في السادسة والعشرين من عمرها، مات زوجها أبو رهم بن العزى القرشي، فأفضت إلى شقيقتها أم الفضل زوجة العباس بالأمر، فحمل العباس الخير لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلا: إنًّها وهبت نفسها للنبي، فأنزل الله فيها: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) (الأحزاب : 50 )، فتزوجها –صلى الله عليه وسلم- وصحبها إلى المدينة المنًّورة.
* * *
- البداية والنهاية 4/220 - عيون الأثر 2/145
- الطبري 3/22